الأحد، 6 أغسطس 2023

أسباب البطالة في فلسطين وطرق علاجها



يتساءل الكثير من الأشخاص المهتمين بالتعرف على المشاكل الاقتصادية في فلسطين، عن المعاناة التي يتعرض لها الشباب الفلسطيني من ازدياد معدلات البطالة في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية، والتي شكّلت تحديات وصعوبات أمام العديد من فئات المجتمع والتي تتمثل بالخريجين والعمال في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث كان لها أثر كبير في إحداث مشكلات كثيرة ومتفاقمة أودت بآلاف الشباب للخروج من الواقع المرير باتخاذ قرارات سلبية كالهجرة غير الشرعية وغيرها، وسنتعرف من خلال هذا المقال على أبرز أسباب البطالة في فلسطين ومقترحات علاجها.

البطالة

تعرف البطالة أنها أحد أشكال التوقف الإجباري عن العمل لفئة أو جزء من القوى العاملة بالرغم من القدرة والرغبة لتلك الفئة في العمل بحسب المجال المتخصص فيه، سواء كان خريجاً جامعياً أو عامل عاطل عن العمل، ويواجه الشعب الفلسطيني من معاناة البطالة التي أثرت بشكل سلبي على القوى العاملة في فلسطين، حيث أنها عملت على إحداث مشكلات وعواقب وخيمة وسلبية في مختلف مناحي الحياة، والتي تعد أحد أسباب البطالة في فلسطين والتحديات التي تواجهها القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية.

نسبة البطالة في فلسطين 2022

أوضحت التقارير والإحصاءات التي يجريها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وفقاً للقرير السنوي، أن النتائج النهائية التي توصلت إليها لمسح القوى العاملة في فلسطين أشارت إلى أن معدل البطالة في فلسطين من مجموع المشاركين في القوى العاملة للعام الماضي 2022م بلغ نحو 24,4%، حيث سجل الذكور 20,3%، في حين بلغت نسبة الإناث نحو 40,4%، كما أن النتائج أفادت بأن أعلى معدل للبطالة كان في الفئة العمرية (15 – 24) سنة لكلا الجنسين.

وبينت الإحصاءات معدل البطالة على الصعيد الجغرافي، أن الضفة الغربية بلغ معدل البطالة فيها نحو 13,1%، بنسبة 10,6% للذكور، و23,7% للإناث، حيث أفادت النتائج بأن البطالة تركزت في الفئة العمرية (15 – 24) سنة لكلا الجنسين، في حين بلغ معدل البطالة في قطاع غزة 45,3%، بنسبة 39,1% للذكور، و67,4% للإناث، وقد تركزت في الفئة العمرية (15 – 24) سنة لكلا الجنسين.

البطالة في قطاع غزة

أثبتت العديد من النتائج الإحصائية الفلسطينية أن قطاع غزة يعاني من ارتفاع معدل البطالة، وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي الذي يعاني منه منذ 17 عاماً على التوالي، والذي أدى إلى تراجع وانحدار الوضع الاقتصادي إلى الأسوأ، كما أنه تسبب في شُح فرص العمل لكافة الفئات والقوى العاملة.

وتشير التقارير السنوية للمركز الإحصائي الفلسطيني أن محافظات قطاع غزة تباينت بها معدلات البطالة، حيث بلغت نسبة البطالة في محافظة دير البلح نحو 54,8%، وكانت بعدها محافظة خانيونس 49,4%، ثم محافظة رفح 46,3%، في حين سجلت محافظة شمال غزة نسبة 38,4% وهي أدنى معدل للبطالة في القطاع.

البطالة في الضفة الغربية

سجلت الضفة الغربية معدلات أقل في نسبة معدلات البطالة مقارنة مع معدل البطالة في قطاع غزة، وذلك بسبب توفر فرص العمل فيها وتواجد السلطة الفلسطينية الممثلة للشعب الفلسطيني في رام الله، الأمر الذي يساهم في سهولة التخفيف من حدة البطالة، بالإضافة إلى عدم وجود حصار إسرائيلي رسمي على مُدن الضفة، وإمكانية إصدار التصاريح للعمل في الجانب الإسرائيلي.

حيث أشارت النتائج النهائية للمركز الإحصائي، أن محافظة الخليل كانت أعلى معدل للبطالة بنسبة 16,9%، وكانت بعدها محافظة جنين 16,8%، وفي المركز الثالث محافظة بيت لحم بنسبة 15,0%، في حين سجلت محافظة القدس أدنى معدل للبطالة بواقع 3.2% لكلا الجنسين.

يلاحظ أن الضفة الغربية يتواجد بها فرص عمل كثيرة بالإضافة إلى إمكانية العمل في الجانب الإسرائيلي من خلال إصدار تصاريح عمال، الأمر الذي أدى إلى الحد من ازدياد البطالة فيها، بالمقابل ازدادت حدة البطالة في قطاع غزة وتراجع فرص العمل، لكن في الآونة الأخيرة سمح الاحتلال الإسرائيلي بإصدار تصاريح عمال للقوى العاملة في قطاع غزة بحد أدنى 20000 ألف عامل، ساهم بشكل نسبي في تراجع ضئيل لمعدل البطالة في القطاع.

معدل البطالة في فلسطين للعام 2022 مقارنة بـ 2021

انخفض معدل البطالة في فلسطين ضمن الفئة العمرية المشاركة في القوى العاملة (15 فأكثر) لعام 2022 بواقع 24%، في حين كانت نسبة البطالة لعام 2021 نحو 26,4%، ويشار إلى إجمالي نقص الاستخدام للعمالة بلغ 31% وذلك بحسب معايير منظمة العمل الدولية.

ولفتت نتائج الدراسات الإحصائية الفلسطينية إلى أن هناك تفاوت وتباين كبير في معدل البطالة بين قطاع غزة والضفة الغربية، حيث بلغت نحو 45% في القطاع، بينما سجلّت الضفة الغربية نسبة 13%، ومن جانب الجنس فقد أشارت الإحصاءات إلى ان معدل البطالة للذكور بلغ 20% مقارنة بنسبة 40% للإناث في الأراضي الفلسطينية.


انفوجرافيك يوضح معدلات البطالة في فلسطين منذ عام 2018م حتى عام 2022م في قطاع غزة والضفة الغربية


أسباب البطالة في فلسطين 

تسببت العديد من الأسباب في زيادة معدلات البطالة في فلسطين، والتي ساهمت بشكل كبير في تفاقم المشكلات الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني، والتي من أبرز تلك الأسباب الحصار المتواصل الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والصعوبات والتحديات التي تواجهها الضفة الغربية من خلال منع وفرض قيود على العديد من الموارد والثروات والمنشآت الاقتصادية.

كما أنه من أسباب البطالة في فلسطين ارتفاع معدلات النمو السكاني وزيادة أعداد الخريجين في منطقة جغرافية ضيقة ساهم في ارتفاع معدل البطالة، كذلك عدم وجود بيئة جيدة للاستثمارات المحلية والدولية وتراجعها في الأسواق الفلسطينية، بالإضافة إلى تدني الأجور في المؤسسات العامة والخاصة، والاحتكار في تخفيض الأجور الذي استغلته العديد من الجهات بسبب قلة فرص العمل، وغيرها من الأسباب الأخرى التي ساعدت في انتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني.

حلول مقترحة لعلاج مشكلة البطالة في فلسطين

نلاحظ أن هناك العديد من الجهات المختصة في الجانب الاقتصادي تحاول إيجاد حلول ومقترحات لعلاج مشكلة البطالة في فلسطين، والتي تسببت في حرمان عشرات الآلاف من الخريجين والعمال من الحصول على فرصة عمل ملائمة، وبالرغم من الجهود المتواصلة التي تحاول الحد من البطالة في المجتمع الفلسطيني نجد أن السبب الرئيسي للبطالة هو الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي يفرضه على قطاع غزة بشكل خاص، بالإضافة إلى الكثير من العقبات والصعوبات التي تساعد في زيادة البطالة في فلسطين، وسنتحدث عن أهم الحلول المقترحة لعلاج مشكلة البطالة في فلسطين، أبرزها العمل الحر freelance.

يُعد دور الحكومة والجهة المسؤولة عن الدولة مهم جداً في العمل على إيجاد حلول مناسبة للحد من البطالة في فلسطين، حيث أن تفعيل دورها في محاربة البطالة هي الخطوة الأولى في محاولة التخفيف من البطالة، ولابد أن تعمل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والحكومة في قطاع غزة على دعم القطاع العام والخاص مالياً وفنياً وبشرياً، كما وتقوم بالقضاء على الفساد وتفعيل دور الرقابة الفعالة.


كذلك من الحلول المقترحة لعلاج مشكلة البطالة في فلسطين، خفض الضرائب والتي من شانها تحسين الوضع الاقتصادي للدولة، وزيادة فرص الاستثمار التي تساعد في توفر فرص عمل للعاطلين عن العمل، أيضاً العمل على دعم المشاريع الصغيرة والتمويل الحكومي لها، كذلك توجيه الخريجين للالتحاق في دورات رقمية تحت مسمى "العمل الحر" والتي تساهم بشكل فعّال في إيجاد فرص عمل على الإنترنت وبالتالي الحد ولو بالقليل من البطالة في فلسطين.

وقمنا بإجراء مقابلة مع خريجة بكالوريوس لغة عربية وإعلام مرح السطري، وقامت بالحديث عن البطالة في فلسطين، ومعاناة الخريجين مع البطالة وقلة فرص العمل، كونها خريجة تفاجأت بالواقع المرير والوضع الاقتصادي السيء الذي حرمها من الالتحاق بسوق العمل الإعلامي والمهني، ويمكنكم مشاهدة المقابلة كاملة من خلال الفيديو أسفل النص:


وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تعرفنا من خلاله على البطالة في فلسطين وما هي أسبابها والحلول المقترحة لعلاجها، كما وقمنا بإرفاق نسب ونتائج رسمية لمسح القوى العاملة الفلسطينية وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بالإضافة إلى معدل البطالة في فلسطين للعام 2022م مقارنة بـ 2021ونأمل أن نكون قد استطعنا إيصال المعلومات إليكم بالشكل المطلوب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسباب البطالة في فلسطين وطرق علاجها

يتساءل الكثير من الأشخاص المهتمين بالتعرف على المشاكل الاقتصادية في فلسطين، عن المعاناة التي يتعرض لها الشباب الفلسطيني من ازدياد معدلات الب...